الحديث (16):-
ومما تواتر على ألسنة الناس على انه حديث قولهم(( آخر الدواء الكي )) وهذا القول ليس بحديث وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح ونسبه الى أمثال العرب.
وفقد ذكره غير واحد ممن صنفوا أمثال العرب.
الحديث (17):-
ومما اشتهر على ألسنة العامة والخاصة قولهم (( يخلق من الشبه أربعين)) وبعض الناس ينسبه الى النبي عليه الصلاة والسلام وهذا محذور.
وبكل حال فهذا ليس بقول النبي عليه الصلاة والسلام ثم لا يُسلم بصحة معناه.
الحديث (18):-
ومما شاع على ألسنة الناس بأنه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قولهم (( ان الله ينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقرآن)) .
والصواب في هذا لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام بل الصواب أنه مشهور من كلام عثمان رضي الله عنه كما أشار الى ذلك بعض الأئمة كابن عبد البر وابن الأثير وأشار غيرهم الى انه روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الحديث(19):-
ومن تلك الاحاديث الشائعة أيضا ما روي بلفظ(( أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم)).
ومع شهرته إلا انه لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام.
الحديث(20):-
ومما شاع على ألسنة الناس أيضاً حديث ((أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار)).
ولا يصح هذا مرفوعاً الى النبي عليه الصلاة والسلام وقد أعلّ الإعضال ويغني عنه قوله تعالى((ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلاً))الاسراء36.
وكذلك ما ثبت من تدافع الصحابة رضي الله عنهم أمر الفتيا خشية الإثم وتورعاً منهم.
الحديث(21):-
ومن تلك الاحاديث الشائعة بين الناس ما روي بلفظ ((خير البر عاجله)) .
فقد صرّح أهل العلم بأن هذا ليس بحديث.
ويغني ما جاءت به النصوص من الحث على المسارعة الى فعل الخيرات كمثل
قوله تعالى ((سارعوا الى مغفرة من ربكم)) آل عمران133.
وقوله تعالى((سابقوا الى مغفرة من ربكم )) الحديد 21.
وقوله تعالى((إنهم كانوا يسارعون في الخيرات )) الانبياء90.
الحديث(22):-
ومما ذاع واشتهر قولهم(( الدين المعاملة)).
وليس هذا بحديث بل اعترض بعض أهل العلم على ظاهر اللفظ . وذكروا ان دائرة التشيع تشتمل في ضمنها المعاملة.
ويغني عن هذا القول مل ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحث علىمكارم الأخلاق والبعد عن سيئها.
كقوله عليه الصلاة والسلام ((ان أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة مجالس أحسنكم أخلاقا وان أبغضكم مني في الآخرة أسوأكم أخلاقا الثرثارون والمتفيهقون المتشدقون)).
أخرجه احمد عن جابر رضي الله عنه.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال الرسول عليه الصلاة والسلام((ان الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار)) أخرجه احمد والحاكم.
الى غير ذلك مما تكاثرت به النصوص في شأن الأخلاق الحسنة والحث عليها.
الحديث(23):-
ومن الاحاديث المتداولة على ألسنة الناس(( نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع).
وهذا القول على شهرته وتناقل الناس له لا يصح من كلام النبي عليه الصلاة والسلام.
والإخبار في زهد النبي صلى الله عليه وسلم وزهد صحابته كثيرة جداً وفيها ما يكفي ويشفي.
الحديث(24):-
ومنها ((أكرموا عمتكم النخلة)).وفي لفظ آخر((أحسنوا الى عمتكم النخلة)).
وجاء في بعض الروايات إنها خلقت من فضل طينة آدم وأن مريم بنت عمران ولدت تحتها.
وبكل حال فهذا الحديث موضوع أخرجه ابن عدي والعقيلي وغيرهما.ويغني عن هذا ما ورد في فضل من زرع زرعاً وانه يؤجر عليه اذا أكل منه إنسان أو حيوان أو طير.
وأما مايتعلق بالنخلة خصوصا فقد شبهها الرسول عليه الصلاة والسلام بالمسلم كما في الحديث الصحيح (( إنها شجرة لا تسقط ورقها وأنها مثل المسلم)).
***********
وبكل حال فعلى المسلم ان يتثبت فيما ينقله آحاد المسلمين لان ذلك من الأمانة في النقل .
فكيف بمقام النبي عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم لا شك ان المقام اولي وأحرى في التثبت والتبين.
اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل الصالح .وصلى اللهم وسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آل وصحبه أجمعين.
لفضيلة الشيخ/ عبد العزيز بن محمد السدحان.
مــــــــــــــــــــــــــنــــــــــــــــــــــ ـــــــــــقــــــــــــــــــــــول